الحالمون...

فريد عبد الله النمر * - 7 / 6 / 2009م - 3:43 م
القصيدة مهداة «للجنة التكريم الأهلية بالقطيف» لما ترجمته من رعاية لمؤسسات المجتمع المدني ولما صاحب هذا التكريم من فعاليات واستضافات جمعت ألوان الطيف للوطن وللمجتمع الخليجي.

"الحب اكبر من أن يعيقه الحلم السكر بخمرة الكلام المعتق على موائد الود دون خفقان يترجم إحساسه بالحب كما يشتهي ..."

الحالمون...


الحالمون وكلهم أنخاب =عشق يرقرق كأسه الأحباب
جاؤوا على سهد العيون برنة= أحلامهم نحو "القطيف" سحاب
والحانة السكرى تضوّع ثوبهم =شعرا تمازج روحه الأعناب
قد أبدعته ورصعته ومضة =فهل الشراب تذوقه الأكواب
وهل البريق إذا تأنى هالة =من ثغر رائع ريقه ينساب
الحالمون إذا رأوكِ كلهم =تركوا الهوى إلى هواك وذابوا
ليذوب في العشق المحبب مترف= لما أذيب على العيون شباب
فالنغمة الخجلى على أنخابك= مهووسة تغرى بها الأنخاب
جاءت ترف لعشق خدك قطرة= سكبتك ثغر رحيقها الأطياب
كادت ترنّ لقرع كأسك حانة =غفلى ويخصب من غناك يباب
يحنو على الآمال ليل مشاعر= في الضفتين وبالهيام عتاب
في مسرح للقبلتين بخدها =عجب بها كيف الجنون يعاب
والعشق يسأل عن جهاته أيها= ليست تحسّ وحولها استجواب
هدّأْْ لحبك عن سؤالك رهبة= فالحب أن تتمزق الأعصاب
رهن البشاشة أستثيرها نشوة= هل أنتِ ممن شفّها المحراب
وأقول لو خلصت فإنها شهوة= عجب لها الأجيال والأعقاب
الحالمون إليك في مدلولهم= أن يعشقوك وكلهم أوصاب
غضّ من الأحلام في أعماقهم= للحب جلّهموا إليه رغاب
صوت المساء يرفّ بين قلوبهم= والى الغرام جميعهم قد تابوا
الحالمون إذا استثيروا رقصة =شربوا الهوى و إلى الذهول أجابوا
وإذا سكبت على الصدى أحلامهم= ثقْ أنها الآمال والأسباب
وتفيق أن سكر الهيام بروحهم =أو أن ينام عن السؤال جواب
عزف الغرام يرق في آمالهم= أشهى إليه تفتح الأثواب
ومنى الحضور الغائبين بوقتها= تأبى الفحولة أن يطول حساب
الحالمون ونايهم مشحونة =يا أيها الربان حسبك باب
روح الوصال ترف بوح عيونهم= إذ هنّ للحب البليغ خطاب
فيهن من تلك الغواية رشفة =يا هذه النطف الرغاب تذاب
أوحى الغرام إلى البلاغة أنها =عبث إذا لم ُتكمل الآداب
هذي المسافات التي قد أوجزت= ما تشتهي لسطورها الكتاب
مشحونة حبا وبين جنونها= ترب عليه تترجمُ الأنساب
ماذا عسى نهوى وقلبي يشتهي= هذي البلاد وحبها خلاب
سأقول إن طهرت بقايا حبكم= هي للتقارب ضفة وشراب
ملء العيون كما النخيل وظلها= تلك "القطيف" محبة وكتاب
فاخشوا رفاقي إن أساءت فتنة= عرَضَا بسوءٍ أن يحلّ عذاب
تأبى الحكاية أن تشوّه قصتي= أو أن تميت غرامها الأغراب
تلك القلوب إلى البلاد فداؤها= وطن يشاطركم به أتراب
كاتب وأديب سعودي «العوامية»

javascript:emoticonp('')